كرّست رائدة الأعمال الاجتماعية، رنا عقّاد، حياتها لمساعد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وتحسين حياتهم. في عام 2010، تمّ تشخيص ابنها الأوسط جاد، البالغ من العمر عامين، بالتوحّد. ومن هنا، انطلقت رحلة رنا الطويلة. لقد أسّست موقع “التوحّد في دبي”، وهي بوابة دعم وبمثابة دليل للآباء الذين لديهم أطفال يعانون من اضطراب طيف التوحّد، مساهمةً منها في تحقيق فرق إيجابيّ في المجتمع.
لم تقِف رنا عند هذا الحد فحسب، بل نظّمت جمع التبرعات لدعم علاج الأطفال المصابين بالتوحّد من العائلات المتعثّرة ماديًا، لتصبح مدافِعة عن هذه القضية في المنطقة. وعندما رفضت 22 مدرسة عادية استقبال ابنها جاد، قبلت رنا التحدي وأنشأت مدرسة غير ربحية فريدة من نوعها تُدعى “التعليم البديل الحديث (MAE)”، والتي تعزّز التواصل وتسدّ الفجوة الكبيرة بين المدارس العادية ومراكز الاحتياجات الخاصة.
وُلِدت مدرسة التعليم البديل الحديث بعد سنوات من العزيمة والصراع، وهي عبارة عن مركز تطوير أكاديمي ووظيفي بالكامل يستقبل أطفالًا لم يتم قبولهم في المدارس العادية، مثل جاد، ولكن في الوقت نفسه حالتهم ليست شديدة بما يكفي للذهاب إلى مركز لذوي الاحتياجات الخاصة.
وعلى الرغم من فقدانها المفاجئ والمأساوي لجاد في عام 2018 بعمر الـ 11 عامًا، تضاعف حافز رنا لمواصلة رحلتها بشكل كبير حيث رأتها كمهمة للحفاظ على إرث ابنها حيًا. وفي عيد ميلاد جاد الـ 12، غيّرت رنا اسم المدرسة من MAE إلى Jad’s Inclusion.
وفي ظل مجموعة هائلة من الراغبين ليصبحوا رواد أعمال، تتألق رنا كنجمة ساطعة. لقد نالت العديد من الجوائز التي تشهد على مهاراتها الاستثنائية والتفاني الذي لا يعرف حدود، حيث تُوِّجت بلقب أفضل سيدة أعمال لعام 2018 في منتدى “المرأة في القيادة” الاقتصادي. بالإضافة إلى قائمتها المتزايدة من الإنجازات، تلقّت رنا أيضًا جائزة مساهمة متميزة من مجلة Timeout Kids في عام 2019، وهو شرف يعكس تأثيرها الهائل على المجتمع.
تربّت رنا على يد دبلوماسي. وهي تتقن ثلاث لغات، العربية والإنجليزية والإسبانية. تحلم رنا بتنمية Jad’s Inclusion وتوسيع رؤيتها لتحسين حياة الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة عالميًا، ولا تزال تسعى بشغف نحو مستقبل أفضل.